صديقي أين أنت من موقع الحدث .
هل أنت إسم موصول شارك في المقسوم .
أم أنت ضمير مستتر تقديرهُ ضمه على حسب الحاجة .
صديقي أين أنت وأين خطوتك تجاه موضع الحدث .
هل تشتكي ضعف النظر أم أن بوصلة الإتجاه تجاهي لا تعمل .
صديقي إن لم تكن في قواعد الصداقه جملة مفيدة فيكفيني منك أن تكون
جملة شبه مفيدة .
صديقي ماضيك ذكرى جميلة طُمست بسبب رياح البعد ،
فمتى تتحرك عواصف الإشتياق .
صديقي حاضرك فيه إن . مشوه بأدوات الجزم
صديقي مستقبلك مجهول مضاف إلى الصدفة علامات نصب كثيرة تدعوا
إلى الشك والحيرة .
صديقي أناديك بكل جملة مفيدة وبعواصف ورياح الشوق وأغتيال الشك والحيرة
بأن ترجع . إرجع فالصداقة شيء جميل .
الصداقة
ليست بالضحكة التي تستتر خلف ستار الزيف والخديعة .
هي وقفة في وجه الظرف الصعب
هي قسمة للفرح
هي دعوة من غير نداء مسموع ، للمشاركة في الوضع المكشوف للعين المجردة
وما أُخفى عن بعض العيون .
هي شد من أزر متناهك .
هي رسم إبتسامة على شفاه قد مزقت مرارة الـحزن شكلها .
هي تقاسم .
هي تجاذب .
هي تقارب .
هي ميزة ترفض لبس الأقنعة .
هذه هي الصداقة ، وإن لم تكن فهي تفاهة
( إلى .. كل الأصدقاء الذين خذلوني .. وتركوا آثار خناجرهم فوق جدران قلبي .. ورحلوا .. )
- الأصدقاء أنواع .. صديق يرممك وينتشلك من ضياعك ويأتي بك إلى الحياة يمنحك شهادة ميلاد جديدة وقلبا جديدا ودما جديدا وكأنه .. يلدك مرة أخرى !!
- وصديق يهدمك يهد بنيانك القوي ويكسر حصونك المنيعة يشعل النيران في حياتك ويعيث الخراب في أعماقك ويدمر كل الأشياء فيك !!
- وصديق يخدعك يمارس دور الذئب في حياتك يبتسم في وجهك يخفي مخالبه عنك يثني عليك في حضورك ويأكل لحمك ميتا إذا ما غبت ..
- وصديق يخذلك يتعامل معك بسلبية يمارس دور المتفرج عليك يتجاهل ضياعك ويسد أذنيه أمام صرخاتك حين يحتاجك يسعى إليك بشتى الطرق .. وحين تحتاجه يتبخر كفقاعات الماء ..
- وصديق يخدرك يسيطر عليك يحركك بإرادته يحصي عليك أنفاسك يتفنن في تمزيقك فلا تشعر بطعناته ولا تصحو من غفوتك إلا بعد فوات الأوان ..
- وصديق يستغلك يحولك إلى فريسة سهلة يجيد رسم ملامح البؤس على وجهه يمد لك يده بلا حاجة ويتفنن في سرد الحكايات الكاذبة عليك يمنح نفسه دور البطولة في المعاناة ويرشحك لدور الغبي بجدارة ..
- وصديق يحسدك يمد عينيه إلى ما تملك ويتمنى زوال نعمتك ويحصي عليك ضحكاتك ويسهر يعد افراحك ويمتلئ قلبه بالحقد كلما التقاك ولا يتوقف عن المقارنة بينك وبينه .. فيحترق .. ويحرقك بحسده ..
- وصديق يقتلك يبث سمومه فيك يقودك إلى مدن الضياع يجردك من إنسانيتك ويزين لك الهاوية ويجردك إلى طريق الندم ويقذف بك حيث لا عودة .. ولا رجوع ..
- وصديق يسترك .. يشعرك وجوده بالأمان يمد لك ذراعيه يفتح لك قلبه ويجوع كي يطعمك ويظمأ كي يسقيك ويقتطع من نفسه كي يغطيك ..
- وصديق يسعدك يشعرك وجوده بالراحة يستقبلك بإبتسامة ويصافحك بمرح يجمع تبعثرك ويرمم إنكسارك ويشتري لك لحظات الفرح ويسعى جاهدا إلى إختراع سعادتك ..
- وصيق يتعسك يبيعك التعاسة بلا ثمن ويقدم لك الحزن بلا مقدمات تفوح منه رائحة الهم فلا تسمع منه سوى الآه ولا ترى منه سوى الدموع يتقل إليك عدوى الألم وتصيبك رؤيته بالحزن ..
- وصديق يخنقك يتذمر كلما رآك ويشتكي الزمان كلما التقاك حكاياته الغرامية لا تنتهي وصدماته العاطفية بلا حدود تستيقظ على صوت بكائه يستهلك ليلك في سرد تفاصيل أحزانه ثم يختفي ويأتي بحكاية جديدة ..
- وصديق يخونك يقترب منك بفضول يمتص حديثك كالثعابين ويهتك أسرارك خلفك ويعري حزنك أمام أعينهم يحولك إلى حكاية في الأفواه ويسهم في نشرها ..
*** وقبل أن يرعبنا الفراق ..
إذا كان لديك في هذا الزمان صديق وفي واحد ..
فاعلم أنك .. من أثرياء العالم ...
*** وبعد أن أرعبنا الفراق ..
اللهم إني أسألك صبرا لا نسيان .. فيه
وإن كان لي عوض على صبري عنه
فاجعل اللهم عوضي .. فيه ...